الــمــنــاظــرة الأولـــى
1) هل ثواب القرأ ن يصل إلى الميت ؟
قال على "نعم " يصل والدليل
أ- روى أحمد وأبو داوود والنسائى عن معقل بن يسار رضى الله عنه قال قال النبى " صلى الله عليه وسلم " إقرأوا يس على موتاكم "
ب- حديث من مرّ بالمقابر فقرا " قل هو الله أحد " إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطى من الجر بعدد الأموات "
ت- حديث من دخل المقابر فقرأ يس خفف الله عنهم وكان لهم بعدد من فيها حسنات "
ث- حديث ابن عباس أن النبى (صلى الله عليه وسلم ) مر بقبرين فقال انهما يعذبان وما يعذبان فى كبيرة اما
أحدهم فكان يمشى بالنميمة بين الناس فكان لا يتنزه من بوله فأمر بجريدة فشقها ووضع شقى الجريد على القبرين وقال لعله يخفف عنهما . فالجريدة تخفف عنهم العذاب فهو أولى "أى القرأن "
ج- عن بن عمر رضى الله عنه أنه أوصى أن يُقرأ على قبره وقت الدفن فواتح سورة البقرة وخواتيمها ونقل أيضا " عن بعض المهاجرين قرأة سورة البقرة
قال محمد "لا " يصل والدليل
أ- حديث إقرأوا يس على موتاكم "ضعيف ": أعلّ هذا الحديث بن القطان بالأضطراب والوقف وجهالة بعض الرواه ونقل عن الدار قطنى أنه قال هذا الحديث مضطرب بالأسناد ومجهول المتن لا يصح " يحقيق فقه السنة"
ب- حديث من مر بالمقابر فقرا "قل هو الله أحد .... حديث " باطل موضوع " : رواه أبو محمد الخلال فى القرأة على القبور (ق/20/2 ) وعن نسخة عبدالله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن على الرضا عن أبائه وهى نسخةه موضوعة باطله لا تنفك من وضع عبدالله هذا أو وضع أبيه كما الذهبى فى الميزان وتبيعه الحافظ بن حجر فى
اللسان ثم السيوطى فى ريل الأحاديث الموضوعة وذكر له هذا الحديث وتبيعه بن عراق فى تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الموضوعة راجع "احكام الجنائز " للألبانى ص 245
ت- حديث من دخل المقابر فقرا سورة يس لا أصل له فى شىء من كُتب السنة والسيوطى لما أورده فى شرح الصدور "ص130" ولم يزد فى تخريجه على قوله أخرجه عبدالعزيز صاحب الخلال بسنده عن أنس ثم وقفت على
سنده وإذا هو إسناد هالك كما حققته الأحاديث الضعيفة
ث- حديث بن عباس رضى الله عنهما "لعله يخفف عنهما " قياس باطل من وجوه
ان وضع الجريد هذا خاص بالنبى (صلى الله عليه وسلم ) وأن السر فى تخفيف العذاب عن القبرين لم يكن فى نداوه الحبيبي بل فى شفاعته ودعائه لهما
الإطلاع على عذاب القبر من خصوصياته عليه الصلاة والسلام وهو من الغيب لا يطّلع عليه إلا الرسول (صلى الله عليه وسلم ) جاء فى نص القرأن " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من إرتضى من رسول " سورة الجن 26
ج- حديث بن عمر رضى الله عنهما إنه أوصى إذا دُفن يُقرا فواتح سورة البقرة عند الدفن وإسناده " ضعيف " قال الشيخ نصر الدين فى الأحكام أن الأثر بهذا السند لا يصح وذللك للأن عبد الرحمن بن العلاء اللجلاج معدود من المجهولين كما يشعر بذلك قول الذهبى فى ترجمته فى الميزان ما روى عنه سوى مبشر هذا ومن طريق بن عساكر (13/399/2) وأما توثيق بن حبان إياه فيما لا يعتد به- وحتى لو ثبت الأثر فإنه موقوف لم ير فعه النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فلا حجة فيه أصلاً وأما ما جاء عن الأنصار نهم يقرأون عند الميت سورة البقرة رواه بن أبى شيبة
والمروزى أورده فى باب ما يقول الأنسان فى مرصد الموت وما يقُرأ عنده
ثم رأيت فى المصنف لإبن أبى شيبة (4/74) وترجم له بقوله باب ما يقال عند المريض إذا حضر "فنبين أن فى سنده مجالدا وهو ابن سعيد قال الحافظ فى التقريب "ليس بالقوى وقد تغير فى أخر عمره "الأحكام صـــــــ244
ح- قال تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) النجم قال ابن كثير رحمه الله
" استنبط الأمام الشافعى ومن إتبعه ان القرأن لا يصل إهداء ثوابه إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ولهذا لا يندب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أُمته ولا حثهم على ذلك ولا أرشدهم إليه بنص ولا غيماء ولم يُنقل ذلك عن احد من الصحابة رضى الله عنهم ولو كان خيرا لسبقونا إليه
وقال الإمام النووى فى شرح مسلم وأما قرأة القرأن فالمشهور من مذهب الشافعى أنه لا يصل ثوابها إلى الميت ودليل الشافعى ومافقيه قوله تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) وقوله صلى الله عليه وسلم " إذا مات إبن أدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم والبخارى فى الأدب المفرد وأحمد