من شعر أبي العتاهية في الزهد والمواعظ
دخل أبو العتاهية على هارون الرشيد حين بنى قصره، وزخرف مجلسه، واجتمع إليه خواصه،
فقال له: صف لنا ما نحن فيه من الدنيا فقال:
عش ما بدا لك آمناً .:. في ظلّ شاهقة القصور
فقال هارون الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟ فقال:
يسعى إليك بما اشتهيـ .:. ـت لدى الرواح وفي البكور
فقال: حسن، ثم ماذا؟ فقال:
فإذا النفوس تقعقعت .:. في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً .:. ما كنت إلاّ في غرور
فبكى هارون الرشيد بكاء شديداً حتى رُحِم، فقال له الفضل بن يحيى: بعث إليك أمير المؤمنين
لتسره فأحزنته،
فقال له هارون الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى