قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط إن مصر كانت على علم بتوجيه ضربتين لقوافل في شرق السودان "منذ وقوعمها" ولكنها آثرت الصمت لانها "لم تشأ احراج الاخوة في السودان".واضاف
ابو الغيط في مقابلة مع قناة المحور التلفزيونية مساء الخميس، أن "العمل
الاجنبي ضد السودان مدان ويجب ان يتسم رد فعلنا ضده بالشدة".لكن أبو الغيط قال إنه ليس لديه علم عن كيفية تنفيذ الضربتين، مضيفا أن "ما لديه من معلومات هو انه تم بالفعل توجيه ضربتين لتلك القوافل ومصر على اطلاع بهما منذ وقوعهما".وتساءل
أبو الغيط "عن خط سير تلك الاسلحة اذا صح ما نشر عنها وهل تم استئذان مصر
لادخال اسلحة ومتفجرات" الى أراضيها، مشددا على ضرورة احترام "السيادة
المصرية". أكد احمد ابو الغيط وزير الخارجية ان مصر تسعى لتحقيق
المصالحة العربية مثلما تراها فهي ليست فقط تحية بين الوزراء وجلوسهم مع
بعضهم لكن من الضروري ان يكون لهذه المصالحة أرضيه مشتركة متفق عليها .وقال
وزير الخارجية ،فى حواره يوم الخميس مع برنامج 48 ساعة على قناة المحور،
ان خطاب الرئيس مبارك أمام قمة الدوحة هو أرضيه المصالحة وأولى خطواتها هو
عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وهذا يحدث باستمرار فى المصالحة
والمكاشفة لكن القول بشئ وفعل شئ آخر ليس هو المطلوب .وأضاف احمد ابوالغيط ان الرئيس مبارك قرر ان لا يحضر قمة الدوحة لان أرضية المصالحة لم تهيئ بعد لذلك فضل عدم الذهاب شخصياً لكن مصر كانت ممثله في هذه القمة بالدكتور مفيد شهاب .وقال
ابوالغيط ان مصر لا تفرض على قطر حدود علاقتها بالدول ولم تمنعها من
التحدث مع اى طرف عربي او دولي او اقليمى وعندما تحدثنا مع الإخوة فى قطر
في الأيام الأخيرة كانوا يعلمون ما تقصده مصر تماماً وكانوا يدركون أهمية
وجود أرضيه مصلحه مشتركة والاتفاق عليها ولم يكن المحك هو وجود الرئيس
نجاد او عدمه وكان هناك اجتماع قبل القمة بيومين لوزراء خارجية مصر وقطر
والسعودية ورؤساء استخبارات هذه الدول وكان من الممكن الوصول لاتفاق فى
محاولة أخيرة للاتفاق على الإطار العام للمصالحة ولتطوير الموقف المصري
بدلاً من عدم الذهاب وحتى هذه اللحظة لم يكن هناك رد مُرضى ، لم يفشل هذا
الاجتماع لكنه لم يصل بالطرفين المصري والقطري إلى اللحظة التي يستطيعون
فيها التفاهم على الأرضية المشتركة ربما لان ذلك الاجتماع كان متأخراً
ولو كان الاجتماع فى منتصف مارس لكنا استطعنا ان يكون لنا موقفاً آخر .واستطرد
ابوالغيط: ان مصر حضرت قمة الدوحة ولم تغيب عنها وان جهد المصالحة حتى هذه
اللحظة لن يتوقف وان مصر سوف تستمر وتسعى إلى بناء العلاقة التى تحقق
المصالحة العربية وقطر هى رئيسة القمة العربية حتى العام المقبل وسوف نرى
كيف تتفاعل قطر مع الموقف المصري .ونفى ابوالغيط ان تكون قطر قد
حاولت فرض وجهة نظرها ولكن المسألة هي ان لا تقول لى ان افعل هذا الأمر
على أرضك وقضية غزه هي قضية مصر، فمصر هي الدولة الوحيدة التي لها حدود
مباشره مع غزه و غزه فى حضن مصر وبالتالي فلا يمكن تطويع الموقف المصري من
منهج ان الخلاف يجب ان يدير العملية وقد أسيئ لنا كثيراً ، مصر هي الشقيقة
الأكبر للوطن العربي ونحن منفتحون على المستقبل ونعمل مع كل الإخوة العرب
ولا اعتقد ان مصر ستغلق الأبواب على نفسها وتنسى القضية الفلسطينية لكن
ستبقى على مشاركة نشاطها في كافة المحاور .
وأضاف ان دعوة الرئيس مبارك للقمه جاءت من وزير والترضية الكافية ان
أدوات الإعلام والتصدي لمصر يجب ان تخفت كى نكون منفتحين وقادرين على
التعامل مع الاصدقاء بقلب مفتوح فمصر تهمنا قبل اى إنسان آخر ، العرب
عاشقون لمصر ويحبون الدفاع عنها ولكن احياناً لا يتفهمون بعض مشاعرنا
كمصريين وهى ان القاهرة تأتى قبل اى شئ آخر وبالتالي فلا يمكن القبول
بعمليات التهييج المستمر التي تدعو للتحرك البشرى فى المدن لتحطيمها بدعوى
الدفاع عن هذا الشقيق او ذاك وكانت هناك عمليات متكرره من هذا النوع
وبالتالي يجب ان نتفق على الأداء والأطر التى نتحدث عليها وعندما نتفق
سوف نستمر ونبقى الحوار الذي سيكون موجوداً لكننا ننتظر الخطوة لا اقصد
قناة الجزيرة بالذات لكنها مجموعه فضائيات ومجموعة صحف يمكن ان نطلق عليها
الجزيره وتوابعها وما يفعله الإعلام المصري مجرد رد فعل لا أكثر إذا اسئ
للشقيق الاكبر اقصد مصر فالإساءة تكون حادة والإساءات لم تكن فقط حادة
للغاية لكنها استهدفت الشر بمصر فقد كانت هناك حرب على مصر وكثير من
المصريين تنبهوا لذلك واستشعروه وما زالت المرارة داخلنا وفى نفوس
المصريين.وحول أمر توقيف الرئيس السوداني عمر البشير قال ابو الغيط
ان وضع السودان له ظروفه الخاصة فهناك تمرد فى دارفور والجيش السوداني
يواجه التمرد من ناحية أخرى وهناك تدخلات خارجية فى السودان وهناك وضع فى
الشمال وآخر مختلف فى الجنوب وهناك اتفاقيه يتم تنفيذها حتى 2011 وهذا كله
يؤدى بالسودان إلى وضعيه بالغه الحساسية ومصر علمت طبعاً بالغارة التى
شنتها إسرائيل على السودان " وهو فيه حاجه حتحصل فى المنطقة بالجوار
المصري ومش حنبقى حاسيين بها " ولكن الصمت حتى لا نحرج الاخوة فى السودان
وهو عمل مدان ويجب ان نكون حاديين فى رد فعلنا تجاهه واى انسان يتعرض
للسودان سيجد ذراع مصر او على الأقل ستتصدى له مصر بتوجيه الاتهامات له .وردا على سؤال حول كيفية التعامل المصري مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة ووزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان
، أكد أبوالغيط أنه لا يمكن لوزير خارجية مصر إلا أن يحترم الكبرياء
المصري، وبالتالى فإن من أساء لهذا الكبرياء عليه أن يتحمل مسئولياته
ويتحمل عواقب ما قال من كلمات، والمؤكد أنه طالما بقى موقف ليبرمان على ما
هو عليه فإنني سأكتفي إذا ما تصادف وجودنا فى اجتماع بالنظر إليه،
وبالتأكيد سوف تظل يدي في جيبي.وحول تطور العلاقات المصرية
الإسرائيلية بعد 30 عاما من معاهدة السلام فى ظل الرفض المصري التعامل مع
وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد ، أشار وزير الخارجية إلى أنه "سبق أن
التقى مع أكثر من وزير خارجية إسرائيلي واستقبلناهم فى مصر ولكن لم يحدث
أن صرح أحد منهم بما صرح به أفيجور ليبرمان أو يوفال شتاينيتز وزير
المالية ضد مصر".وقال أبوالغيط "فقد قال ليبرمان فليذهبوا إلى
الجحيم وطالب بتدمير السد العالي لإغراق مصر، وهو رجل عليه أن يعيد
التفكير فى كيف يتراسل عقله مع لسانه، أما بالنسبة لمماطلة إسرائيل فى
التفاوض حول الملف الفلسطيني فإنها اللعبة الإسرائيلية المكشوفة التى
نعلمها جميعا، من إسقاط الحكومة الإسرائيلية ومحاولة تغيير المسارات
للتفاوض والإدعاء أنه لا يوجد شريك فلسطيني".وحول علاقة مصر
بإدارة الرئيس اوباما قال ابو الغيط فى حواره مع قناة المحور الفضائية
انه من الممكن جدا ان يزور اوباما مصر وهذا توقع وترقب فلن ننسى إطلاقا
يوم 20 يناير عندما دخل اوباما البت الأبيض وقال انه يرغب فى التحدث مع
الرئيس مبارك الساعة 11.30 مساء والرئيس مبارك قال انه ينام مبكراً لكنه
سوف يستقبل المكالمة، واستقبلها الساعة 12,10 مساء وعندما زرت أمريكا
مؤخراً قالت لى وزيرة الخارجية الأمريكية هل تعلم ان الرئيس اوباما اجري
أول مكالمة دوليه معا لرئيس مبارك وهو ما يعنى ان الرجل يرغب فى إقامة
علاقات مبنية على الاحترام والتكافؤ .وحول وجود مشاعر قلق مصري
للحوار الأمريكي-الإيراني ، نفى أبوالغيط ذلك ، مشيرا إلى "إن الانفتاح
الأمريكي-الإيراني إذا حدث فإن هذا سيكون معناه حدوث تغير فى المنهج
الإيرانى الذى يسعى للامساك بأوراق إقليمية لتأمين مصالح إيرانية"، مؤكدا
أنه ليس لدى مصر قلق من تطور العلاقات الأمريكية-الإيرانية، لأن هذا
التطور يعنى أن إيران ستتغير.