قال
باحث أمريكي متخصص في علم البيئة والتاريخ الطبيعي يوم الاحد إن السد
العالي في مصر تسبب في العديد من الأضرار للأراضي الزراعية على طول نهر
النيل، كما تسبب في الإضرار بالثروة السمكية المصرية والتجمعات السكانية
وخصوصا في منطقة النوبة بجنوب مصر.
وفي تقرير نشرته صحيفة "سبرينجفيلد نيوز ليدر" الأمريكية الأحد للباحث
الأمريكي كريس ماسر، عالم البيئة والتاريخ الطبيعي، قال ماسر إن السد
العالي في مصر أضر بالأرض الزراعية المصرية على طول نهر النيل وأثر على
خصوبتها.
وبين تقرير عالم البيئة الأمريكي، الذي عمل سابقا في منطقة النوبة بجنوب
مصر مع جامعة ييل الأمريكية أثناء بناء السد، أن السد العالي في مصر أدى
إلى قلة الطمي الغني بالمادة الغذائية ومن ثم إلى انخفاض خصوبة الأراضي
الزراعية المصرية قبل بناء السد العالي وزيادة ملوحتها.
كما أفاد التقرير الأمريكي أن ندرة الطمي المحمل بالمواد الغذائية بعد
بناء السد العالي أدى إلى انخفاض أسراب سمك السردين التي كانت تقطن ساحل
دلتا النيل على البحر المتوسط بمعدل 97% في خلال عامين فقط من بناء السد،
مما أضر بالثروة السمكية في مصر.
كما أضاف التقرير أن بناء السد العالي أدى إلى زيادة القواقع المحملة
بالدودة المثقوبة الدموية والذي أدى إلى انتشار مرض البلهارسيا في مصر.
وقال ماسر: "وكل هذا لم يذكر شيئا عن أهل النوبة، الذين عرفتهم وأعجبت
بهم، فهم كانوا مجتمع جميل الناس يعيشون على بعد عدة أميال من جنوب أسوان
على مزارع صغيرة مشطورة بين الضفة الشرقية للنيل والصحراء الغربية ذات
الرمال الهائجة".
وقال ماسر إن بناء السد العالي أثر على التجمعات السكانية الهادئة في
منطقة النوبة، واضطر أهل النوبة إلى الرحيل جنوبا وبعيدا عن ضفاف النيل
التي ارتوت منها محاصيلهم، بعد أن قيل لهم إن ثقافتهم ليس لها وزن أمام
اقتصاد البلاد، بحسب تقرير ماسر.