يمر 30 عامًا على توقيع مصر وإسرائيل معاهدة السلام التي مرت ذكراها البائسة يوم 26 مارس 1979 وبرغم
السنوات الثلاثين، إلا أنه لا السلام الشامل والعادل للصراع العربي "الإسرائيلي" قد تحقق ولا السلام المصري "الإسرائيلي" البارد صار دافئًا.
ومع إيماننا أنه لا سلام مع إسرائيل ما دامت تحتل الأرض العربية الإسلامية ، ويقع القدس تحت نير الاحتلال، ويتعرض لاعتداءات متكررة منذ وطئت أقدام الصهاينة الأرض المباركة إلا أننا نسعى لبرجماتية الكسب الذي تحقق، وللأسف لم نجد لهذا الكسب أثرًا بل كان الأمر إفسادًا لكثير من مناحي الحياة، وتدمير لمقدرات الدول التي آثرت خيار السلام بالتنازلات التي فرقت وما جمّعت العرب، وزقت أواصر القربى، بل صارت أدوار الريادة التي كانت لبعض الدول مفتقدة .
السلام المصري "الإسرائيلي" البارد والذي يتحول أحيانًا إلى صقيع مع الحكومات المتطرفة - وكل الحكومات الصهيونية متطرفة - على غرار حكومتي شامير ونتنياهو له ما يبرره بسبب العدوان "الإسرائيلي" المحرج والمستمر على الشعب الفلسطيني ولبنان وعدم احترام الاتفاقيات التي آثرت الخيار السلمي مع منظمة التحرير التي آثرت التفرق إبقاء على السلام الهش والذي فقط كان لحماية الفئة المتنفّذة، وعلى رأس هذه الاتفاقات أوسلو 1993.
من المعروف في المجالات السياسية أن الاتفاقات تخضع للمراجعة للتعرف على ما تحقق من كسب بين الطرفين، ولكن يبدو أن النظم لا تنظر إلى هذا الجانب مهما تكلفت من ثمن.
المقال التالي مصر تلغي احتفالات كامب ديفيد وإسرائيل تأسف