عندما يأتى المساء
عندما يأتى المساء...
ويسقط الظلام وتسكن الأجواء
تطوفُ فى خيالى أحلامُ اللقاء
وأظلُ أذكرُ كيف بدأ الحبُ فى الخباء
وكيف سطع نورُه وأشرقت به السماء
وكيف أخبرتُ به كلَ من راحَ وجاء
حتى صار لى الحياةَ فكان لى زاداً وماء
ويدورُ فى خواطرى كم كان فى من كبرياء
كم كنتُ أرفضُ أن أحبَ فالحبُ لى كان ابتلاء
حتى قابلتُ حبَكى فعرفتُ معناه الوفاء
وعرفتُ كيف به الغيمات تزول ويملؤها الصفاء
عندما يأتى المساء...
أنسى ماضٍ قبلكى وما فيه من شقاء
أنسى كيف الحزنُ آوانى وكيف القلبَ مزقهُ البكاء
باحثاً عن حبيبٍ إذا ما إبتُلِىَ شاطرهُ البلاء
باحثاً عن قلبٍ إذا ما غنى شاركهُ الغناء
يا حب بعد طول إنتظارِ جاء...
يا قلب لجراح الزمن دواء
عندما يأتى المساء
أنسي كلَ ما لدى من عناء
وما أذكرُ إلا أحلامَ اللقاء
وأظلُ ساهراً شارداً بين فكرٍ وحنينٍ ودعاء
وأرى الليلَ من حولى ينظر إلىّ فى عزاء
وأراه يأتينى فى خجلٍ ثم يسألُ فى حياء
ويقولُ ما بك مالى أراك تعيشُ دوماً فى استياء
مالى أرى الخوفَ يسكنك والعينَ يملؤها الرجاء
فأردُ وأقولُ ياليل لقد مللتُ الشوقَ داء
وماليس إلا لقاؤها لدائى هذا خير الشفاء
فيُمسك الليلُ بيدى ثم يهمس فى دهاء
ويقولُ ما بك كن صبوراً وانظر إلى تلك السماء
أنظر إلى ذاك القمر ذاك الذى فى الفضاء
فبعد أن عشت ظلاماً أتى فأهدانى الضياء
وانظر كيف يسامرُنى النخيلُ وكيف يعشقُنى الهواء
فأنا قبلهم كنتُ مثلك وحيداً بلا رفقاء
والآن أشعر بالحياةِ وطول البقاء
فاصبر بشوقك الجميلِ فما أحلاه قبل اللقاء
وغداً سيأتى لقاؤها وتعيش حبكَ ما تشاء
وأظلُ أحكى مع الليلِ وعنها نتحدث سواء
حتي يأتى الفجرُ فى عجلٍ ليخبرنى بأن رحلَ المساء
وأظلُ هكذا من مساءٍ إلى مساء
حالماً بلقائها...فمتى سيكون اللقاء