اللقاء الأخير
بعدما طال الفراقُ
وطالت معهُ غيبتى
بعدما طالت ليالى
عشتُها أشكو وحدتى
عُدتُ من غربتى
والشوقُ يملئُنى للقاءِ حبيبتى
وذكرتُ ذاك المكانَ
حيث بدأت حكايتى
وقلتُ لعلها ذهبت هناكَ
لتنتظر عودتى
ولعلّها تجلسُ تحت تلك الشجرة
حيثُ كُنّا نلتقى
فذهبتُ إليه بلهفةٍ تشدُّنى
وتُسابقُ خُطوتى
فلمّا وصلتُ هناكَ
وجدُتُ الشجرةَ ولم أجدْها
فتاهت عنى فرحتى
ثم جلستُ تحت الشجرة أتساءلُ فى حيرةٍ
أستأتى أم لم يُخبرْها أحدٌ برَجعْتى
ألا زالَ حُبى يسكنها
أم أنهى الغيابُ قصتى
وظللتُ منتظراً إلى أن سقطَ الظلامُ
فلمحتُ فيه نهايتى
فرحلتُ وتركتُ المكانَ
ورحلَت معى حيرتى
ورأيتُ فى الطريقِ صديقاً كان يعرفها
فسألتُه عنها
فقال بأنها رحلَت وتركَت بلدتى
فسألتُه عن مكانِها فأخبرنى به
فذهبتُ أسابقُ لهفتى
ولمّا وصلتُ
رأيتُها تجلسُ بجوارِ بيتٍ
فلمّا رأتنى نهضت
وتبسمت لرؤيتى
فاقتربتُ منها وقلتُ
ها أنا قد عدُتُ إليكى حبيبتى
فتبدلت ابتساماتها بنظراتٍ
تلومُ غيبتى
فقلتُ لها أعلمُ أننى غبتُ
وقد طالت رحلتى
ولكن ما مضى قد مضى
ولكى ما بقِىَ من دنيتى
وفجأةً سمعتُ صوتاً يبكى
فوجدتها تجرى نحوهُ وتتركنى
فأثارَ هذا دهشتى
فناديتُ عليها وسألتُها عن هذا الصوت
فالتفت إلىّ وقالت...
إنّه لصوتَ طفلتى
.........من صفحات قلب......